سلاسل الامداد و اللوجستيات Logistics and Chain Supply هو علم حديث نسبيا كعلم متكامل الأركان و مختص بذاته، و هذا لا

يعنى أنه غير موجود سابقا بل على العكس تمام فهو موجود منذ قديم الأزل ، حيث تتمثل البدايه التى نعلمها فى إدارة نقل الاحجار الكبيره لبناء الاهرامات و هذه كانت اقدم عمليه لوجستيه عرفتها البشريه ، و توالت بعد ذلك السنوات و الاحداث و الحضارات لتضع العمليه اللوجستية كواحده من أهم العمليات على مستوى التاريخ، حيث ساعدت العمليات اللوجستية فى بناء حضارات العديد من الدول و الممالك القديمه و خصوصا فى فترات الحروب و فرض السيطره على المدن الأخرى، حيث كانت اللوجستيات العامل الحاسم دائما فى مصلحة الطرف الفائز ؤ سواء فى إمداد الجيوش لفرض حصار على الدوله الأخرى أو صمود الدول أمام الحصار عن طريق ايجاد طرق لوجستيه لسد حاجتها من المؤن، و يمكن أن نرى ذلك فى العديد من الامثله على مر التاريخ مثل الحروب و الغزوات العربيه وحروب الدوله الرومانيه.
الى ان تغيرت الاحداث العالميه و ظهر شكل جديد للعمليات اللوجستية و تحديد مع ظهور الثوره الصناعيه فى القرن الثامن عشر ، و مع إنشاء خطوط السكك الحديدية بدأ عصر جديد فى العمليه اللوجستية حيث بدأ الاهتمام بإدارة المواد النقل ، و هنا ظهرت المفاهيم الاولى للإدارة الصناعيه لكنها كانت تركز فقط على الإنتاج و ليس سلسله الإمداد ككل.

فى القرن العشرين لعبت سلاسل الإمداد و اللوجستيات دورا حاسما فى نقل الجنود و المعدات و الامدادات خلال الحرب العالميه الاولى و الثانيه و ظهرت اهميه تخطيط العمليه اللوجستية فى تحقيق التفوق العسكرى، و بعد الحرب العالمية الثانية انتقل هذا المفهوم إلى القطاع المدنى و الصناعى, كان ذلك في الفترة بين خمسينيات و سبعينيات القرن العشرين حيث بدائت الشركات بتنظيم إدارة المخازن و إدارة المخزون و إدارة النقل و إدارة التوزيع و ادراة الاحتياجات بشكل منفرد و بكل إدارة على حدى و على هذا المنوال ظهر مصطلح الإدارة اللوجستيه في الادبيات التجاريه, و كان التركيز في تلك الفترة على إيجاد أساليب و طرق لخفض التكاليف و تحسين الكفاءة التشغيليه و الانتاجيه.
في بداية الثمانينيات و حتى نهاية القرن العشرين بدا استخدام مصطلح إدارة سلاسل الامداد حيث انه في تلك الفترة بدئت تتقدم صناعة الحواسيب الاليه و التي ساعدت إدارة سلاسل الامداد على ربط الإدارات المختلفه ببعضها و كذلك تسليط الضوء على التكامل بين عمل الإدارات و ان الطريقة التي يتم تنظيم العمل بها في كل إدارة يمن ان تؤثر بالسلب او بالإيجاب على العمل و الكفاءة و الجوده في باقى الإدارات, الجدير بالذكر ان كل هذه المحاولات التي ساعدت في بناء هذا العلم الجديد ارتكزت في الأساس على الاعمال الانتاجيه فقط دون العمليات الخدميه و لم تكن في العلوم الاداريه اى نظريات حول الإدارات الخدميه, ساعد التقدم في الحواسيب و نظم المعلومات أيضا على الربط بين الموردين و المصنعنين و الموزعين الكترونيا مما ساهم في زيادة التوجه نحو تكوين علم سلاسل الامداد و اللوجستيات, و بدئت الجامعات و الشركات الكبرى في تدريس و تطبيق هذا المفهوم علميا.
في بداية القرن الواحد و العشرين و حتى الان أصبحت إدارة سلاسل الامداد علوم اداريه عالميه و متكامله عبر البلاد و القارات بالإضافةالى تقدم صناعة البرمجيات ساهم بشكل كبير في تسهيل انشاء أنظمة سلاسل الامداد و اللوجستيات و استخدام أنظمة Blockchain و systems ERP في احداث ثورة في تتبع الشحنات و تحليل البيانات و التنبؤ بالطلب, و بذلك اصبح علم سلاسل الامداد و اللوجستيات من اهم مجالات الإدارة الحديثه و الاستدامه.
بالرغم من كل ذلك تفتقر بعض الأسواق العربيه في فهم الدور الرئيسى في علوم سلاسل الامداد و اللوجستيات و كثيرا ما يتم الخلط بين ” سلاسل الامداد” و ” اللوجستيات” , حيث ينظر الى سلاسل الامداد الى انها العالم المتعلق بدارة المخازن و إدارة الاحتياجات و إدارة النقل او إدارة الشحن ) في حالة الاستيراد و التصدير ( و لكن هذه النظرة القاصره تفقد علم سلاسل الامداد الكثير من نقاط القوه و تحصر هذا العلم الواسع في نطاق ضيق لا يساعد الشركات على تحسين الكفاءة العمليه و خفض التكاليف و الاستدامه, و يتم التركيز على بعض الإدارات مثل التي سبق ذكرها دون الاهتمام بادارات أخرى تختص بالتخيط الاستراتيجي و تحليل البيانات و التنبؤ بالطلب و مراقبة الأداء و التحسين المستمر و غيرها من التخصصات الدقيقة التي تساعد إدارة سلاسل الامداد و اللوجستيات على تحقيق اهداف الشركات.
تم إعداد هذا المقال بواسطة م/عماد ابراهيم وذلك في إطار إثراء المحتوى المهني وتقديم رؤيه متخصصه في المجال



Leave feedback about this